هناك مفكرون كثيرون رحلوا عن دنيانا، مؤلفاتهم غير متاحة فى المكتبات، والكتب الموجودة بالصدفة من الممكن أن تكون قليلة أو نادرة، والأسباب كثيرة من ضمنها أن بعض هؤلاء الكتاب من الممكن أن يكونوا مزعجين لبعض الناشرين المشهورين، أو تقاعس من الورثة، أو طغيان نوع ومذاق معين من الكتب سهلة الهضم التى بلا لون أو رائحة أو بصمة.ولكنها مثل الفاست فود والمناديل الكلينيكس، من ضمن الكتاب والمفكرين الذين أتمنى بشدة أن تملأ كتبهم المكتبات وأرفف البيوت، ويناقشها الشباب ويحللوها، أولهم د. زكى نجيب محمود وهو فيلسوف من رواد العقل، وأصحاب الأسلوب السهل الممتنع، واللغة العذبة، والقدرة الفائقة والفذة على تبسيط أعقد المعانى الفلسفية، الثانى هو د. فؤاد زكريا وهو الفيلسوف الجسور الذى تعلمنا منه التفكير العلمى النقدى، وكتاباته عن سبينوزا وغيره من الفلاسفة رواد التنوير هى حجر أساس لكل من يريد البناء الفكرى التنويرى.ومواجهاته مع تيار الإسلام السياسى كانت من أهم أدوات كشفهم وفضحهم، الثالث سلامة موسى وقد أحسنت دار إنسان بإعادة طبع مؤلفاته، لكنها نفدت وأرجو أن يعاد طبعها مع كل معرض كتاب، فهو رائد التنوير العلمى، ويكفى أنه أول من عرض لنا نظرية التطور بشكل مفصل وشجاع وجسور، الرابع هو د. سيد القمنى وكتبه المهمة التى وضع فيها التفكير الدينى على طاولة التشريح وقرأه فى ضوء علم مقارنة الأديان ودراسة الأساطير فى منطقتنا، وجسارته فى مواجهة الأفكار الداعشية لا تحتاج إلى شرح، القائمة طويلة بالطبع ولكن ما كتبته مجرد إضاءة وبوصلة لبداية الطريق.